الأهلي‏..‏ امبراطورية لا تغرب عنها البطولات

الأهلي‏..‏ امبراطورية لا تغرب عنها البطولات
كتب : محمود صبري

حسن حمدى ــ حسام البدرى
إنها ليست مجرد بطولة‏..‏ وليست حكاية عن فريق انتصر ولاعبين تألقوا‏..‏ إنها باختصار حكاية نادي يحافظ علي تاريخه ويرسم المستقبل بألوان التفاؤل‏.‏

حكاية اسمها الأهلي‏..‏ حكاية تستحق أن نقف أمامها ونتأمل في تفاصيلها المثيرة‏,‏ لأن ما حدث هذا العام ليس إلا دليل قوي علي أن الأهلي هو الفريق الذي يعرف كيف يفوز ومتي‏.‏

إذا كان الفوز بالدوري أمرا ليس صعبا علي أي ناد‏,‏ فإن الاحتفاظ بالقمة وتكرار الانتصارات من الأمور الصعبة‏..‏ ولاعبو الأهلي اختاروا الصعب ولم ينظروا تحت أقدامهم وراهنوا علي خبرتهم‏,‏ فحافظوا علي انجازات الماضي ورسموا ملامح المستقبل‏,‏ لأن أحلامهم تطاول عنان السماء ولا تسعدهم بطولة أو كأس‏,‏ ولكن أكثر ما يسعدهم هو البقاء في القمة دائما‏,‏ لذلك رفضوا إنهاء مشوار التألق والإبداع الكروي ودافعوا عن أنفسهم ولعبوا مباراة العمر أمام الدراويش في واحدة من أفضل المباريات فنيا وأخلاقيا وكانت تجسيدا رائعا للنهائيات الكبري‏.‏

لاشك أن الدرع‏(34)‏ لمسابقة الدوري أكدت إمبراطورية الأهلي التي لم تغب عنها البطولات في السنوات الأخيرة‏,‏ ليؤكد الأهلي بانتصاراته المتوالية أنه الحاكم الفعلي لدولة كرة القدم في مصر وإفريقيا بالرغم من خروجه من دوري أبطال إفريقيا‏,‏ إلا أن مشواره في الكونفيدرالية مازال ممتدا لتحقيق الأفضل وتعويض ما فات‏.‏ يعتبر الجيل الحالي من اللاعبين هو الأفضل بكل المقاييس في تاريخ الأهلي والكرة المصرية‏,‏ خاصة أنه حقق‏19‏ بطولة ما بين خمس بطولات دوري وبطولتي كأس مصر و‏4‏ بطولات سوبر محلي ومثلها للسوبر الإفريقي و‏4‏ بطولات دوري أبطال إفريقي‏,‏ بالإضافة إلي برونزية العالم للأندية في‏2006.‏

لقد وضعت نتائج الفريق في السنوات الخمس الأخيرة الأهلي علي الخريطة العالمية وأصبح يشار له بالبنان بعدما تضافرت كل الظروف لتحقيق هذه الإنجازات في ظل مساندة فعالة من إدارة النادي برئاسة حسن حمدي عاشق الأهلي وقائد سفينته وهو يعد كلمة السر في هذه الإنجازات غير المسبوقة‏,‏ بل إن حسن حمدي سيذكر له التاريخ أنه أعاد بعث تاريخ الأجداد وكان خير خلف لخير سلف‏,‏ بدءا من مختار التتش‏,‏ مؤسس الأهلي الحقيقي‏.‏ وليس لأن حسن حمدي لا يحب الحديث عن نفسه والظهور في وسائل الإعلام أن يتم إغفال دوره الذي يقوم به بعيدا عن الأعين في قيادة دفة سفينة الأهلي للانتصارات بمعاونة مجلس الإدارة ومساندتهم‏.‏

أما عن مانويل جوزيه‏,‏ فقد تعاطف التاريخ معه في اللقاء قبل الأخير له مع الفريق الذي قاده ببراعة لتحقيق جملة الإنجازات التي ربما لن تتكرر لأسباب كثيرة‏,‏ منها صعوبة أن تنجب الملاعب المصرية مثل هذا الجيل من اللاعبين مرة أخري‏.‏

لن تنسي جماهير الأهلي البرتغالي جوزيه الذي تحول إلي بطل شعبي بالنسبة لها مع الاعتراف بذكاء الرجل الذي استغل ذكاءه في كسب ود وتعاطف جماهير الأهلي التي لم تحب مدربا مثلما أحبت جوزيه‏.‏

التاريخ والأرقام تؤكد أن مانويل جوزيه قاد الأهلي علي مدار‏297‏ مباراة في مختلف البطولات المحلية والإفريقية‏.‏
‏
*‏ فقد قاد الفريق في مسابقة الدوري في‏188‏ مباراة‏..‏ فاز في‏146‏ وتعادل في‏30‏ وخسر‏12‏ مباراة‏..‏ سجل المهاجمون تحت قيادته‏353‏ هدفا وسكنت الشباك‏109‏ أهداف‏.‏
‏
*‏ في بطولات إفريقيا‏,‏ الفريق لعب تحت قيادته‏72‏ مباراة‏,‏ حقق الفوز في‏38‏ مباراة وتعادل في‏25‏ وخسر‏9‏ مباريات سجل‏105‏ أهداف وسكنت الشباك‏44‏ هدفا‏.‏
‏
*‏ في بطولة كأس مصر‏,‏ قاد جوزيه الأهلي في‏22‏ مباراة‏,‏ فاز في‏16‏ مباراة وتعادل في‏2‏ وخسر‏4,‏ سجل لاعبوه‏39‏ هدفا وسكنت الشباك‏12‏ هدفا‏.‏
‏
*‏ في منافسات كأس العالم للأندية‏,‏ لعب الفريق‏7‏ مباريات‏..‏ فاز في مباراتين وخسر‏5‏ مباريات‏..‏ سجل اللاعبون‏5‏ أهداف واهتزت شباكه‏11‏ مرة‏.‏
‏
*‏ في السوبر المحلي لعب‏4‏ مباريات فاز في‏4‏ نهائيات‏..‏ سجل المهاجمون خلالها‏5‏ أهداف اهتزت شباكه مرة واحدة‏.‏
‏
*‏ في السوبر الإفريقي لعب الفريق‏4‏ مباريات فاز فيها جميعها وسجل لاعبوه‏6‏ أهداف واهتزت شباكهم‏3‏ مرات‏..‏ وبذلك يكون الإجمالي هو الفوز في‏210‏ مباريات والتعادل في‏57‏ والهزيمة في‏30‏ والأهداف التي أحرزوها‏515‏ هدفا بينما اهتزت الشباك‏180‏ مرة تحت قيادة جوزيه‏.‏

وبعد هذه الإنجازات‏,‏ حرص مجلس الإدارة والجهاز المعاون علي تكريم مانويل أمس في خطوة تحسب لإدارة النادي وكانت لمسة رائعة‏..‏ وقام حسن حمدي بإهداء جوزيه درع النادي الذي صنع خصيصا لهذه المناسبة وصممته إحدي شركات الدعاية‏,‏ هذا بالإضافة إلي درع آخر من الفضة قام حسام البدري بإهدائها نيابة عن الجهاز المعاون‏.‏

الجهاز المعاون
أما الجهاز المعاون بقيادة حسام البدري مدير الكرة والمدرب العام وأحمد ناجي مدرب حراس المرمي وعلاء ميهوب والجهاز الطبي بقيادة إيهاب علي ومعاونيه‏,‏ بالإضافة إلي الجهاز الإداري ومنظومة العمل التي تضم عماد اليماني المدير الإداري صاحب الخبرة الكبيرة ومعه الثنائي المجتهد دائما سعيد أحمد وماهر عبدالعزيز‏..‏ كل هؤلاء كان لهم دورهم في مشوار البطولات والإنجازات‏.‏

ولا يخفي علي أحد أن الجهاز المعاون كان عاملا مساعدا لنجاح جوزيه في ظل روح التعاون والجهد الكبير الذي يبذله البدري دون كلل أو ملل في تهيئة الأجواء وأداء المهام الصعبة‏..‏ وأحمد ناجي الذي تحمل المسئولية بعد احتراف الحضري ولعب دورا مهما في تجهيز رمزي صالح وأمير عبدالحميد وأحمد عادل‏..‏ ولعب علاء ميهوب دورا مهما في احتواء العديد من الأزمات غير المعلنة وتجهيز اللاعبين نفسيا بخلاف نصائحه للاعبين‏.‏

مكافأت
بدأت إدارة النادي إعداد قوائم المكافآت التي سيحصل عليها اللاعبون والتي تصل إلي‏140‏ ألف جنيه لكل لاعب حسب مشاركته في مباريات المسابقة طبقا للائحة التي شهدت مكافآت استثنائية‏..‏ بخلاف حصول مانويل جوزيه علي مكافأة البطولة وهي‏166‏ ألف يورو‏,‏ أي ما يوازي راتب شهرين حسب العقد بما يساوي‏1,2‏ مليون جنيه‏.‏

وبعيدا عن كل ذلك‏,‏ أغلق الأهلي ملف بطولة الدوري ليطير الفريق في ساعة متأخرة من مساء اليوم إلي أنجولا للقاء سانتوس الأنجولي في إياب دور الـ‏16‏ الإضافي لكأس الكونفيدرالية التي انتهي لقاء الذهاب منها في القاهرة بنتيجة‏3/‏ صفر‏.‏ يصطحب الجهاز الفني معه‏18‏ لاعبا لأداء مباراة العودة‏,‏ وهي خطوة مهمة في طريق الصعود لمرحلة المجموعات‏.‏